الطريق إلى كانسيس (الفصل الأول)

 الطريق إلى كانسيس 

 أثناء ترتيبي لرحلة بعيدة جدا سأعبر فيها محلق فوق القارات أتحدث وكأني قائد الطائرة لم أحرص على الإكثار من الحقائب أخبرت صديقي الذي يقلني إلى المطار أني سأكون قريبا من نهر المسيسبي أكبر نهر بالعالم.

 غادرت مدينتي على الخطوط التركية متجها إلى مطار إسطنبول الترانزيت وإجراءات الطيران

 وعند وصولي إلى بلد الأتراك أخذ الموظف جواز سفري ويسألني إلى أين أنت ذاهب أعطني تذكرة السفر كنت أحدثه بالأنجلزية ويضحك ساخرا على لغتي المتكسرة كيف ستذهب إلى أمريكا وأنت لا تجيد التحدث محاولات استفزازية، وهدوئي وبرود أعصابي كان سيد الموقف لم أعر هذا التركي اهتمام، شكرا أسلافي العرب الثوار شكرا لورانس، أكملت طريقي أو الإجراءات بالأصح وانتظرت لمدة ست ساعات في مطار إسطنبول أنتظر الرحلة القادمة والمتجهة إلى نيويورك ميناء المهاجرين،

 الإقليم  الشمال الشرقي كان يسمى بالقرن السابع بنيو إنجلند (إنجلترا الجديدة).

 أقلعت الطائرة متجهة إلى بلاد العم سام

 ركبت الطائرة ولا ألتزم بالمقعد كثيرا أحاول أن أكون لوحدي بعيدا عن حالات الحرج

 فلن تكون بجواري فتاة شقراء جميلة

 كالتي نشاهدها في السينماء على سفينة

 تبدأ قصة حبهم وتنتهي بمأساة للبطل والذين يشاهدون الفلم لا يكفون عن البكاء إتجة الكابتن نحو الشمال تماما، لماذا يتجه نحو الشمال؟!

 لست الملاح أو مراقب البرج

 لست سوى شخصٍ فضولي يحب أن يعرف لماذا وما السبب؟!

 طار من فوق الدنمارك والسويد وأخيرا النرويج

 هل سنسافر إلى القطب المتجمد الشمالي؟!

 لماذا لم يذهب هذا الكابتن إلى الغرب وعبر من فوق إسبانيا والمحيط الأطلسي المسافة أقرب؟!

 يا إلهي أسئلتي كثيرة،

 (للمهتمين فقط كان عبوره من فوق البلاد الإسكندنافية لأن الطائرة تحتاج أن تكون بالقرب من مطار في أقل من نصف ساعة في حالة الهبوط الاضطراري)

 اقتربنا من الوصول إلى وجهتنا

 فوق كندا لقد كنت مشغول جدا وأنا أراقب الخريطة وأوازن بينها وبين الواقع وأطرح التساؤلات ماذا لو أن الأخوان رايت لم يخترعوا

 هذه المركبة؟! ماذا لو أن عباس بن فرناس  لم يفكر بالطيران؟

 كم ستسغرق هذه الرحلة؟!

 لا نريد الابتعاد عن قصتنا وصلت نيويورك وكان عدد المسافرين القادمين كثيرًاًّ جدا وأنا متعب ومرهق لم أستطع النوم لمدة يوم كامل رأيت الموظف الأمريكي أدخل آمراة  من دون طابور

 فسألته مستفسرا؟

 قال إنها حالة خاصة فسألتة مستلطفا إدخالي من دون طابور

 فرد علي ضاحكا أعطني سبب مقنع وسأدخلك بشرط أن يكون سبب مقنع، قلت لة لم أذق طعم النوم منذ يومين

 فقال to day؟!

 بثقة: نعم to day

 فقال لي تفضل وكنت قد أكملت إستمارة الدخول

 مرحبا عزيزي القادم من البلدان البيروقراطية

 أتجهت إلى القطار الذي يأخذني إلى موقف التكسي وباصات الفنادق حيث سأمكث ليلة في نيويورك والبرد قارص والثلج يتساقط بدوي في نيويورك فتحت ستائر نافذة الفندق أشاهد المنظر لأني أحب التأمل ومغامر حينها في الواحد والعشرين ربيعا أعزف سيمفونية الوصول على النافذة أوه ما أجملها لحضة.

 أمضيت يومي الأول وفي الصباح طلبت سيارة التاكسي لي أتجه إلى مطار نيوجرسي وسائق التاكسي يخبرني أنة مسلم جزيرة في البحر الكاريبي تكاد لا تظهر على الخريطة، نعبر من فوق الجسر وأشاهد تلك الأبراج التي أحدثت تغيرا في الشرق الأوسط حين كنت في الصف الخامس الابتدائي

 كان قلبي حزين على منظر سقوط البشر وهم يقفزون من فوق المباني خشيت الموت من النيران

 وصلنا إلى نيوجرسي وإلى المطار مباشرة ذهبت إلى الموظف وأعطيته تذكرتي وعند استياء الفهم بدأ يحدثني باللغة الإسبانية ظنا منة أني أجيدها، عفوا أنا عربي أما سر وسامتي أمي كانت تشاهد أفلام مورلان براندو كثيرا.

 صدقوني لم أقل ذلك للنرجسية أكملت طريقي

 وتأخرت أثناء إجراءات التفتيش المعقدة، يا إلهي حكم علي بالانتظار ست ساعات أخرى مع تغير محطة الوصول، بدلا من كانسيس  سيتي سنذهب

 إلى مطار واشنطن وبدأت أزعج الموظفين بالأسئلة؟! متى ستقلع الطائرة؟!

 تأخرنا أنا متعب؟!

 الطيار يدخل من نفس بوابة المسافرين

 أتحدث معه وأبادره الحوار، وصديقي الأمريكي يخبرني أن الخطوط الجوية الأمريكية سيئة وقال كلمة أخرى باللغة العربية تعلمها من زملاءه السعوديين في الجامعة انتظرنا جميعا في الصالة الصغيرة هناك عطل في الطائرة وعلى  شاشات تلفزيون حدث إرهابي سحقا يكفي إحراج أما العالم، ركبنا الطائرة في الثالثة ظهرا،

 وتفاجأت بمنظر الطائرة الصغيرة لم أرى مثلها في حياتي إلى في شاشات التلفزيون وأفلام جيمس بوند أستطيع النظر إلى الطيار ومساعد الطيار من مقعدي في آخر المقصورة بها مراوح من شدة صغرها وتوجست منها وخفت ألا نصل إلى واشنطن، مضيفة واحدة وكوب عصير سيء الطعم

 ومن التعب نمت في هذه الطائرة البائسة حيث استغرقت الرحلة ثلاث ساعات إلى مطار واشنطن دي سي، وصلت إلى مطار واشنطن الكبير جدا

 ومن صالة إلى أخرى هناك قطارات توصلك إلى طريقك وعند وصولي بعد القليل من التيهان

 لم يكن يتبقى إلى عشر دقائق على رحلتي الأخرى

 والأخيرة إلى كانسيس سيتي ولم يكن لدي أدنى مقدار من الصبر لي أفوت هذه الرحلة والمشوار طويل ومزعج الذي استغرق يومان وبمنتهى الرغبة

 للحاق بالبوابة فعلت تلك العادة القديمة وهي الركض ولا شيء يضاهي الركض كالعداء الأثيوبي

 في سباق الأولمبياد يأمل أن يفوز بالميدالية الذهبية، وأنا فقط أمل الوصول إلى مقعدي شاركوني شقراوتين بالركض وفتح لنا المضيف البوابة بعد أن أُغلقت، وعندما دخلت الطائرة توجهت إلى مقعدي وإذا بفتاة جميلة نوعا ما

 أثناء الرحلة تحدثت إليها قليلا من فرنسا وتدرس في جامعة كانسيس بعاصمة الولاية لكن حقا ماكان يثير غرابتي هو البنطال الذي ترتديه  الهلي هوب 

 مغيسي مدام تشرفت بالحديث معك

 عندما وصلت كنت أبحث عن حقيبتي في المطار التي رأيتها أخر مرة في مطار نيوجرسي.، أشاهد هذا المطار الهادئ والصغير في كانسيس سيتي كما توقعته، أجريت اتصالي مع الرقم الذي أحمله

 صخر زميل صديقي مروان إتصلت به ولم يجاوبني كان من المفترض أن يكون بانتظاري هدوء جميل وأنا أتنفس هواء كانسيس هنالك شخص ينظر إلى ويقول لي بهدوء تكسي؟! فكرت قليلا أريد أن أصل وسامكث ليلة لوحدي في فندق ثم أبحث عن العنوانين التي معي. 

يتبع ......


Comments

Popular posts from this blog

ليالي دنفر

مناقشة في محاضرة