صرفة الوداع
كنا في الصف الأول الأبتدائي أو الثاني لا أذكر تحديدا في الصفوف الاولى وكانت رغبتي بعدم العودة إلى المنزل تخالجني كل يوم حيث كنت ألعب مع أصدقائي اللطيفين من المدرسة وأرغب بالذهاب معهم إلى منازلهم فانا بلا وطن وأشعر بالوحدة في ظهر يوم شديد الحرارة بعد الانصراف من المدرسة ذهبت أنا وصديقي أحمد وأحمد كانو أثنين باسم واحد إذا يحتوي فصلي على خمسة وعشرون طالبًا باسم أحمد كل الأحامده مجتمعون وباقي الحروف موزعة على بعض الأسماء مثلي أنا باسم وإياد وحاتم وهكذا … نعود إلى قصتنا في ذلك الظهر القائط كنت امتلك مبلغ ستة وثلاثون ريال حصلت عليها من أسرتي بعد البكاء والنحيب لي أشتري لي طائر بغبغاء يونس وحدتي طائر من بلاستيك وبطاريات يردد الكلام وأرغب به كصديق صديق روبورت يحكي معي فلم تكن كلمة روبورت شائعة حينها نطلق عليه ( لعبه ) كان هذا الطائر فصيح اللسان يردد نفس الكلمة التي أقولها بطلاقة حتى لو أستخدمت عباراة خادشة كان مبهرا كل أطفال الحي يجتمعون عند المحل يوميا يشاهدونه والمحل مزدحم والمحلات المتلاصقة في بعضها كانت أشبه بسوق صغير لذلك الحي القديم وماجاورها ، كان مبلغ ستة وثلاث...