صرفة الوداع

 كنا في الصف الأول الأبتدائي أو الثاني لا أذكر تحديدا في الصفوف الاولى وكانت رغبتي بعدم العودة إلى المنزل تخالجني كل يوم حيث كنت ألعب مع أصدقائي اللطيفين من المدرسة وأرغب بالذهاب معهم إلى منازلهم فانا بلا وطن وأشعر بالوحدة في ظهر يوم شديد الحرارة بعد الانصراف من المدرسة ذهبت أنا وصديقي أحمد وأحمد كانو أثنين باسم واحد إذا يحتوي فصلي على خمسة وعشرون طالبًا باسم أحمد كل الأحامده مجتمعون وباقي الحروف موزعة على بعض الأسماء مثلي أنا باسم وإياد وحاتم وهكذا … نعود إلى قصتنا في ذلك الظهر القائط كنت امتلك مبلغ ستة وثلاثون ريال حصلت عليها من أسرتي بعد البكاء والنحيب لي أشتري لي طائر بغبغاء يونس وحدتي طائر من بلاستيك وبطاريات يردد الكلام وأرغب به كصديق صديق روبورت يحكي معي فلم تكن كلمة روبورت شائعة حينها نطلق عليه ( لعبه ) كان هذا الطائر فصيح اللسان يردد نفس الكلمة التي أقولها بطلاقة حتى لو أستخدمت عباراة خادشة كان مبهرا كل أطفال الحي يجتمعون عند المحل يوميا يشاهدونه والمحل مزدحم والمحلات المتلاصقة في بعضها كانت أشبه بسوق صغير لذلك الحي القديم وماجاورها ، كان مبلغ ستة وثلاثون ريال على لعبة في عام 98 شيء كثير لا يصرفونه على لعبة طفل بهذه البساطة إلى على طفل مدلل مثلي كما يدعون ،دعانا أحمد إلى منزله وأعتقد أنها ليست هذه المرة الأولى التي يدعونا إلى منزله هذا الطفل الكريم فقد قابلت والده باحد المرات ، كان صديق لطيف جدا من ألطف ما رأت عيناي ووالده يرحب بنا ودود ، 

يبدو أن أحمد يمتلك حياة أفضل من التي لدي ، قررت حينها عند عودتي إلى المنزل لا أعلم متى سأعود بهذة الزيارة المفتوحه ، سأقوم بالمرور بالمتجر لي أشتري اللعبة ،،،،،،،،،،،،، بعد أن وصلنا إلى منزلة ثلاثتنا ، ذهب بنا إلى المنزل المقابل وضغط الجرس وكانو يعلمون مايحدث وأنا مثل الأطرش بالزفة ،( غير صحيح ليست الفكرة التي في بالك عزيزي القارىء) قلت لكم كان أحمد فتى مهذب ولن يقرع باب الجرس ويهرب ، طلب بعض المثلجات توت مجمد ومانجو بالمحلية ( تماتيك ) وكانت تلك أول مرة أشاهد هذا المنتج وهذا الأسلوب التسويقي بالمنازل وطلب أيضا بسكوت وأشياء أخرى على حسابه , التوت شديد الحلاوه كيلو سكر لكنه بارد على القلب ويعطي نشاطا ، صعدنا إلى بيت أحمد وذهبنا إلى السطح وبينما يتحدثون صديقاي وتغمرنا بهجة اللحظة وحلاوة الصداقات الأولى ، دخل علينا شاب بالعشرين من عمره يحاول أن يمسك بنا ولكنا تسارعنا الموقف وأبتعدنا عنه. وقف في أقصى السطح وطلب مني القدوم ليرينا شيء ما طلب مني تحديدًا وأحمد يهمس لي لا تذهب لا تذهب سوف يقوم برميك من أعلى السطح ( هذا مريض نفسي ومشاكله كثيرة بالحارة ) لا تذهب ، أما أنا وقفت بذهول لم أعرف ماذا أفعل لو رفضت خفت أن يقوم بسحبي ولو ذهبت سوف يقوم برمي كما يقول أحمد ،تجاهلت طلبه ولم أصرح بالرفض خشيتا من أن يعتقد أن رفضي نوعاً من التحدي المصيبه أننا كنا فوق منزل أحمد ولم يكن هذا الشخص قريب له ، تجراء وصعد خلفنا مرتديا قميص نادي سلتك الأسكتلدني وشعره ناعم قليلا ، بعد أنصرف هذا السايكو كيلر أصدقائي المتعودون على هذه المشاهد أشرو على جدارن احد المنازل به ثلاثة ثقوب أو أربعة يقولون أن هذه الثقوب من سلاح رشاشا استخدمه في أحد مضارباته ، لا أعلم أصدقائي يبالغون ام ماذا لكن نظرا للسايكوز الذي رأيته لا أعتقد انه امر مبالغ فيه ، وعند إنتهاء العاصفة تفقدت المبلغ الذي كان بحوزتي لي أشتري حلمي الصغير إلى أن أول أحلامي البسيطة ذهبت أدراج الرياح ، هل سقط المبلغ أثناء التدافع أم أن السايكوز سرقه لا أعرف لكن ماخيبة الأمل التي سأعود فيها الان متأخر ومسروق ، الساعة الثالثة والنصف الان لم يتبقى على صلاة العصر شيء وأنا مازلت خارجا أريد قضاء المزيد من الوقت مع أصدقائي ، وعند عودتي وجدت أخوتي ينتظروني وباقي العشيرة ، وكان الأسلوب تخويفي بعض الشيء فلا خوف أكثر من السقوط مرميا من السطح في السابعة من العمر .

Comments

Popular posts from this blog

الطريق إلى كانسيس (الفصل الأول)

ليالي دنفر

مناقشة في محاضرة